کد مطلب:323833 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:323

الشیوعیة و البهائیة و تدمیر الکیان الأسری
فالشیوعیة - و ان كانت تنكر الأدیان - هی رافد من الروافد الصهیونیة؛
شأنها شأن «البهائیة» التی تحاول أن تضفی علی نفسها صبغة «الدین» لاستهواء هواة الأدیان؛ و سیجد القاری ء أن هناك اتفاقا فی الرأی حول الأسرة بین الشیوعیة و بین البهائیة: فالبیان الشیوعی الذی یعتبر من أشهر أجزاء الأدب الماركسی یقول: علی «أی أساس تقوم الأسرة الحالیة أی الأسرة البورجوازیة؟ علی رأس المال و الكسب الخاص. سوف تزول الأسرة البورجوازیة. بزوال رأس المال».

و فی كتابه «أصل العائلة و الملكیة الخاصة و الدولة» كتب فردریك انجلز صدیق ماركس و زمیله و رفیقه:

تقوم الأسرة الفردیة الحدیثة علی أساس العبودیة المنزلیة، من سافرة و مستترة، التی تعیش فیها الزوجة. و المجتمع الحدیث عبارة عن كتلة مكونة من هذه الأسرات الفردیة بوصفها جزیئیاتها.

و فی معظم الحالات الیوم، و عی الأقل فی الطبقات المالكة، یضطر الزوج الی أن یكسب عیشه و یعول اسرته. و هذا فی حد ذاته یجعل له مركز السیادة بدون أیة حاجة الی حقوق و مزایا، فهو یمثل البورجوازی فی داخل الأسرة، و الزوجة تمثل البرولیتاریا.

و فی رأی كانتون روسیتر [1] من تعلیقات ماركس و انجلز عن الأسرة و الزواج، نستطیع ان نستخلص هذه المعتقدات الجوهریة:

(1) الاسرة تشغل مركزا فی الصرح العلوی من المجتمع، و هذا معناه أنها أصلا استجابة للمطالب التی یفرضها أسلوب الانتاج.

(2) الأسرة البورجوازیة، شأنها شأن المجتمع البورجوازی، فاسدة بصورة أساسیة و خاصة من حیث الاعتراف الضئیل بالنساء و الأطفال.
(3) ان انتهاء الملكیة الخاصة و قدوم الشیوعیة سوف یولدان نوعا جدیدا من الأسرة تكون فیها لجمیع اعضائها حقوق متساویة بصورة صحیحة.

مرة أخری تربط الماركسیة وجود الأسرة و زوالها بوجود الملكیة الخاصة و زوالها، علی نحو ما تراه هذه الایدیولوجیة بالنسبة الی الدین.

و البهائیة لا تختلف عما دعت الیه الماركسیة الیهودیة، فالیهود صناع المذاهب الهدامة؛ من وراء كل فتنة فی العالم. فالبهائیة؛ لا تختلف عما دعت الیه الماركسیة الیهودیة؛ ذلك أن «البهاء» قد عالج نظام الأسرة، و خالف المقررات الاسلامیة فیها؛ فمنع تعدد الزوجات الا فی صور استثنائیة، و فی هذه الصور الاستثنائیة لا یبیح الجمع الا بین اثنتین، و منع الطلاق الا فی حال الضرورة التی لا یمكن أحد الزوجین فیها أن یعاشر الآخر. و لم یعتبر المطلقة ذات عدة تنتظر فیها فلا تتزوج بعد الطلاق. حتی تنتهی بل لها أن تتزوج. هذا هو نظام الأسرة المعلن؛ أما النظام الأسری غیر المعلن؛ فهو الذی یستهدف تدمیر الكیان الأسری؛ و هو الذی عبرت عنه قرةالعین فی قولها: «.. و مزقوا الحجاب الحاجز بینكم و بین نسائكم، و واصلوهن بعد السلوة، و أخرجوهن من الخلوة الی الجلوة، فما هن الا زهرة الحیاة الدنیا، و أما ادخار المال عند أحدكم و حرمان غیركم منه فهو أصل كل وزر، لأنه حق مشاع غیر مقسوم، فلیشارك بعضكم بعضا فی الأموال، لیرفع الفقر الفقر عنكم و یزول الوبال، ساووا فقیركم بغنیكم، و لا تحجبوا حلائلكم عن أحبابكم، اذ لا ردع الآن و لا حد، فخذوا حظكم من هذه الحیاة، فانه لا شی ء بعد الممات».

تلك اذن هی الاباحة السافرة التی تدعو الیها البهائیة؛ و هی اباحیة تستهدف أول ما تستهدف تدمیر الكیان الأسری؛ علی نحو ما یرید المخطط الصهیونی العالمی؛ و هو التدمیر الذی ظهر فی روسیا الشیوعیة؛ و الذی ترید البهائیة أن تحدث له مثیلا تحت قناع «دینی» فی البلاد الاسلامیة. لنقارن بین نص «قرة
العین» البهائیة؛ و نص «ماركس» الیهودی: «مهما بدا فظیعا و داعیا الی الاشمئزاز، الانحلال الذی أصاب الروابط العائلیة القدیمة فی ظل الرأسمالیة، الا أن الصناعة الحدیثة اذ تخصص دورا هاما فی عملیة الانتاج خارجا عن المجال المنزلی للنساء و الشباب و الأطفال من الجنسین، فانها تخلق أساسا اقتصادیا یقوم علیه شكل أرقی من الأسرة و العلاقات بین الجنسین من السخافة بالطبع ان ننظر الی الشكل المسیحی التیوتونی للأسرة باعتبار أنه شكل مطلق و نهائی، كما أنه من السخف تطبیق ذلك الطابع علی الأشكال الرومانیة القدیمة و الاغریقیة القدیمة و الشرقیة، و التی أخذناها جمیعا لتكونت منها سلسلة من التطور التاریخی».

و هنا نلاحظ علی البهائیین و الماركسیین معا أنهم یسخرون من التشدید علی احتفاظ الفتاة ببكارتها قبل الزواج، قائلین أن هذا التشدید انما یعكس النظام الرجعی الذی یجعل للرجل السیطرة. فالرجل یعتبر المرأة جزءا من ملكیته الخاصة، و من هنا فانه وحده الذی یتصرف فی هذه الملكیة الخاصة؛ كما صرح شقرة العین فی النص السابق؛ و هم - الماركسیون و البهائیون - یرون رأی قرةالعین فی ان هذه الظاهرة تعتبر من التقالید البالیة. و بدعوی تحقیق «المساواة بین النساء و الرجال» فی البهائیة و الماركسیة؛ لا یصبح هناك مكان للأسرة ذات الكیان الخاص.


[1] الخطر اليهودي، ص 153.